في ناس كتير تبص لهم تقول: "دول ناجحين"، عندهم منصب، فلوس، علاقات اجتماعية، وكل حاجة من برة شكلها مثالي. لكن لما تدخل حياتهم الخاصة تلاقي فوضى، علاقات مضطربة، بيت مليان جفاء أو برود. السؤال: إزاي نفس الشخص يكون ناجح جدا في حتة وفاشل جدا في حتة تانية ؟
الحقيقة إن النجاح في العمل ساعات بيبقى هروب من مواجهة الصراعات اللي جوه البيت. الشغل سهل، لأنه أرقام ومهام واضحة. لكن البيت معناه مشاعر، احتواء، مواجهة وجروح قديمة. ناس كتير بتدفن نفسها في العمل عشان ما يضطروش يواجهوا الخوف الحقيقي: الخوف من الفشل في العلاقات.
وده معناه إن النجاح الخارجي مش دايما دليل على سلام داخلي. العكس أحيانا بيكون صحيح: كل ما زاد اللمعان برة، زاد الفراغ جوا. وهنا الشخص يبقى عايش صراع صامت: "إزاي أنا ناجح في عيون الناس، لكن جوايا مهزوم؟"
أنا بشوف ده كتير في الجلسات. وببدأ مع الشخص من سؤال بسيط: "إنت بتشتغل عشان تبني حاجة ولا عشان تهرب من حاجة؟" الإجابة غالبا بتفتح باب لجرح قديم جدا، زي رفض عاشه في الطفولة أو إحساس إنه مش محبوب. لما نواجه ده، بيتحول النجاح من مجرد هروب لوسيلة تعبير حقيقية عن الذات. ساعتها الشخص مش بس يبقى ناجح في الشغل، لكن كمان يعرف يبني بيت مليان أمان وحب.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق