موضوعات
recent

ليه الذكريات المؤلمة بتصحى فجأة حتى بعد سنين طويلة ؟

ممكن تكون ماشي في يوم عادي، تسمع كلمة، أو تشم ريحة، أو حتى تشوف موقف عابر، وفجأة تلاقي قلبك اتقبض، وذكريات قديمة جدا طلعت من غير أي مقدمات. تفتكر إنك خلاص نسيت، لكن الحقيقة إن العقل الباطن ما بينساش. هو بيتعامل مع الأحداث زي الملفات، وبيسيبها مفتوحة في الخلفية لحد ما ييجي موقف يشبهها ويشغلها تاني.

اللي بيحصل إن أي موقف جديد ليه تشابه ولو بنسبة بسيطة مع حدث قديم، يفتح الباب للذاكرة. زي جرس إنذار لسه موصل بالكهربا من سنين طويلة. عشان كده الألم بيرجع وكأنه لسه حاصل حالًا. المشكلة مش في الموقف الحالي، لكن في "التريجر" اللي لمس جرح قديم.

وهنا الغلطة اللي بيقع فيها ناس كتير: يفتكروا إنهم محتاجين يقفلوا باب الماضي أو يتجاهلوه. لكن الحقيقة إن الذاكرة دي محتاجة "إعادة تفسير". محتاجة نغير المعنى اللي العقل حطه عليها. لأن اللي بيوجع مش مجرد اللي حصل، لكن المعنى اللي صدّقناه عن نفسنا وقتها: "أنا مش محبوب"، "أنا مش كفاية"، "أنا ضعيف".

أنا بساعد الناس يشوفوا الذكريات دي من زاوية جديدة، ونفك ارتباطها بالألم اللي اتخزن جواهم. لما يحصل ده، الذكرى تفضل موجودة، لكن الإحساس اللي كان بيكسر الشخص معاها يختفي. ده الفرق بين إنك تعيش أسير الماضي، أو تعيش حر منه.




بطرس

بطرس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.