كثير من الناس تريد بدأ عملها الخاص ، العمل الخاص له رونق وطبيعة مميزة ، وله مزايا عديدة تجعل الكثير يفضلونه عن الوظيفة الروتينية المملة فى كثير من الأحيان .. لكن من تجربتى الطويلة فى هذا المجال أعطيك بعض النصائح الهامة قبل ان تغامر
1- كثير يعتقد انه ببدء مشروع خاص فإنه يتخلص من ضغط الوظيفة المملة، التى تجبره على الاستيقاظ مبكر، والعمل طبقاً لروتين محدد، وقواعد مرهقة. من يفكر بهذه الطريقة انا متأكد انه لم يجرب ابداً العمل فى مشروع خاص. المشاريع الخاصة أكثر إرهاقاً بكثير من الشغل الوظيفى الروتينى. ربما سيتضاعف الوقت والجهد الذى تحتاجه لينجح مشروعك الناشئ، خصوصاً فى البداية.
2- الاستقلال أو الحرية المالية – Financial freedom لها رونق خاص ايضاً. رائع جداً ان تحصل على موارد مالية بشكل مستقل وبدون انتظار كل آخر شهر حتى يتعطف قسم الموارد البشرية ويعطيك راتبك الشهرى. لكن فى نفس الوقت، وحتى عندما تصل الى مرحلة الاستقلال المالى يجب ان تعرف ان هناك خطورة مرافقة. حتى رجل الاعمال الثرى يعلم انه قد يفقد مشاريعه بين يوم وليلة، هناك اسباب كثيرة جداً لذلك منها ظروف داخلية، ومنها ظروف سوق.
3- يجب أن تغطّى نفسك بموارد مالية كافية. فى الفترة الاولى من المشروعات الناشئة نستهلك الاموال بسرعة وبكثافة. هناك مصاريف شخصية، وهناك ايضاً مصاريف اخرى كثيرة مرتبطة بهذا المشروع الناشئ المستهلك للمصاريف. نصيحتى لك هى ان توازن الامور، وتعمل فى وظيفة حتى لو كانت بدوام جزئى – part-time، او بشكل حر – Freelance ، وذلك بجانب مشروعك الناشئ. فى كل الأحوال يجب أن تأمّن نفسك بموارد مالية كافية، حتى لا تقع فى ضغط نفسى ومادى كبير.
4- علاقاتك الاجتماعية ربما تتأثر بهذه المغامرة المرتبطة ببدء مشروعك الخاص. إعرف ان هناك ممّن حولك سيتعجبون من قرارك، هناك من سيحاول ان يضعك على أرض الواقع ويقلل من معنوياتك، هناك من اهلك واصدقاءك من سيأتيك فى كل مناسبة اجتماعية يسألك عن مشاريعك، أحياناً بدافع الجد وربما احياناً بدافع السخرية. ايضاً اذا كنت متزوج او على وشك فعل ذلك، فربما لن يرحب الطرف الآخر بفكرة ان تخاطر بوظيفتك التقليدية من اجل المغامرة ببدأ مشروع خاص. كل هذا يضعك فى تحدى. كل هذا يضع عليك ضغط نفسى انت فى غنى عنه. عليك ألا تستجب له.
5- السوق ليس رومانسى، السوق درامى بكل ما تحمله الكلمة من معنى. خطط جيداً، وأعدك ان السوق سيكون أصعب ممّا خططت له. انا لا أحبطك، ولكنى اريد ان اضعك فى الصورة الصحيحة. علم الادارة عموماً يعلمّك ان السوق عبارة عن بعض العقبات عليك ان تتغلب عليها! وهذا ما يصنع الفارق بين شركة ناجحة واخرى لا تنجح فى السوق.
6- أعرف ان أسهل طريقة للحصول على شريك فى مشروعك الخاص هى ان يكون اصدقاءك هم شركاء العمل، لكن صدقنى فى اغلب الاحيان هذه الطريقة لا تعمل بشكل جيد. الصديق سيكون متفاهم معك إلى أبعد الحدود، لكن المشكلة انه فى الغالب يتميز بنفس نقاط تميزك، و لكنه أيضاً له نفس عيوبك، وبالتالى فانتم تنظرون الى نفس الشئ، وتعالجون الامور بنفس الشكل وربما الأخطاء. انت تريد دماء جديدة فى مشروعك، أنت تريد شريك يكمّل النواقص لديك.
7- كثير جداً من الأفكار العبقرية لا يصيبها التوفيق، سبب هذا فى رأيى انك تحصل على الفكرة العبقرية من خلال خبرتك وفهمك لمجالك، ولكن الناس لا تحب الأفكار المعقدة، الناس ليسوا بنفس فهمك ومجالك ولن يتسامحوا مع فكرة اصعب من قدراتهم! الناس تريد شئ يستخدموه بسهولة ويلبى لهم احتياجاتهم. انظر الى مشاريع جوجل الكثيرة، ستجد ان الذى نجح منها هى المشاريع سهلة الفهم، الواضحة، لكن مشروع ك جوجل بلس – Google + مثلاً لم ينجح لأنه لم يحسّن تجربة الاستخدام لدى الناس. الناس لم يفهموا الفكرة جيداً لانها كانت معقدة. قارن ذلك ب Facebook.
8- إذا كنت تريد ان تبدأ مشروعك الخاص من أجل الألقاب، ومن أجل استخراج كارت عمل شخصى مكتوب عليه فلان الفلانى – المدير التنفيذى – CEO لشركة كذا، او يقال المدير جاء، والمدير ذهب، فأنت لم تفهم بعد ماهى المشاريع الخاصة. المشروع الخاص هو تفانى وتضحية، يجب ان تعمل كل شئ، وفى كل الأدوار من اجل ان يحصل مشروعك الناشئ على النجاح.
9- فى أغلب الأحيان، بل ومن المنطقى أيضاً ألا ينجح مشروعك الخاص من أول مرة، اغلب المشروعات الخاصة تقوم على فكرة Trial and Error ، بمعنى انك تخطئ، وتصلّح الأخطاء، وتكرر التجربة، حتى تحصل على النجاح. يجب ان يكون لديك الصبر والمثابرة، لكى تكرر عدد مرات كافى لتنجح.
10- فى
النهاية يجب ان تعرف أن الحماس وحده لا يكفى، المشروع الخاص يحتاج إلى عمل كبير فى
الدراسة والتخطيط، يجب ان تتعلم كل كبيرة وصغيرة عن مشروعك الناشئ، يجب ان
تستعين بالخبراء، اقرأ كثيراً، اعرف عن تجارب الناجحين وادرس تجارب نجاحهم،
المشروع الخاص ليس نزهة! يجب ان تستعد جيداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق