6 شهور بس كانت كفاية بالنسبة للمدون البريطاني "أوبا باتلر" عشان يحول مطعمه "الوهمي" للمطعم رقم واحد في لندن .
في إبريل 2017 ، قرر المدون البريطاني إنه يعمل تجربة غريبة شوية وهو أنه يعمل مشروع مطعم وهمي، يعني مش موجود عشان متفتكرش اننا بنقصد انه متميز ، عشان يوضح إن أي حد ممكن يروج لمشروعه ويخليه رقم 1 على كل المنافسين ، من خلال استخدام استراتيجيات الديجيتال ماركتينج ، بطريقة ذكية .
- "باتلر" استعان في مشروعه الوهمي بعدد من الإمكانيات البسيطة جدا اللي موجودة ، واللي عرف يستغلها صح، زي :
- بالنسبة للمكان، "باتلر" كان عنده بيت صغير، كل اللي كان محتاج يضيفه ليه هو خط تليفون أرضي .
- بعد كده ، اكتشف إنه كان محتاج شوية حاجات زي موقع الكتروني ، بالإضافة لشوية صور عن الاكلات اللي بيقدمها .
- الصور الخاصة بالاكلات اللي بيقدمها ، كانت بتعتمد على حاجتين أساسيتين : شكل جذاب للاكلات ، واستعان فيها بصور احترافية لأكلات مختلفة ودرس الطريقة اللي اتعملت بيها ، واستخدم في الصور بتاعته موارد موجود حوليه .
الحاجة التانية كانت عبارة عن محتوى مكتوب مميز للمطعم ، واستخدم وصفات آكل غريبة ، عشان يعبر عن تميزه ويقدر يجذب اهتمام أنواع مختلفة من الجمهور المستهدف لمطعمه الجديد .
بعد ما "باتلر" قدر يعمل كل الخطوات دي ، دخل على " تريب أدفيزور" ، وطلب ضم مطعمه الوهمي لقائمة المطاعم الموجودة في لندن عندهم، وفعلا طلبه اتوافق عليه وبقى رسميا واحد من المطاعم الموجودة في لندن ، ولكن كان في المرتبة رقم 18 الف .
الريفيوهات ديه قدرت ، في خلال إسبوعين بس ، إنها تخلي المطعم من ضمن أحسن 10 ألاف مطعم في لندن ، يعني تصنيفه زاد أكتر من 8000 مرة واحدة ، وده طبعا بسبب استخدامه الذكي لـ word of mouth ، واللي بتعتبر مهمة جدا بالنسبة لأي مشروع جديد ، خاصة وإنها بتركز بشكل أساسي على جذب عملاء جدد ليك من خلال ريفيوهات وتجارب عملاء سابقين .
تاني حاجة .. أي حد كان بيتصل عشان يحجز ترابيزة في المطعم كان "باتلر" بيقوله إن كل الاماكن محجوزة في خلال الشهور الـ4 الجاية ، الطريقة دي ممكن نلاقي مطاعم كتير بتستخدمها في مصر حاليا عشان تعبر عن مدى صعوبة الحجز فيها وعشان تدي شعور وهمي إن المكان ده مشهور ومميز وغامض والوصول ليه يكاد يكون مستحيل .
"باتلر" أكد إن الخطوة التانية ديه ساعدته إنه يطلع في "تريب أدفيزور" بطريقة أسرع ، بحيث إنه وصل للمركز 156 في ترتيب أحسن المطاعم ، وبعدها إلى المركز الاول .
في الوقت ده ، أوبا باتلر لقى إن خطته كلها نجحت ، وقرر وقتها يكلم " تريب أدفيزور" ويبلغهم بإن المطعم رقم واحد في لندن كان مجرد " كدبة " !
ولو جينا وفكرنا بقى هو باتلر عمل إيه هنلاقي ان الراجل اشتغل على انه يصنع physical evidence من خلال خط التليفون الأرضي والصور اللي نشرها عن مطعمه واكلاته ، وكمان خلي أصحابه يعملوا تسويق وينقلوا تجربتهم الوهمية .
الفكرة هنا كمان أنه كان ذكي ، ولانه مش هيقدر يستقبل العملاء فطبعا قال أن المطعم محجوز لفترة طويلة .. والمفارقة هنا والسؤال اللي لازم نسأله لنفسنا .. إذا كان الراجل ده معندوش منتج حقيقي وقدر أن يعمله سوق ويتفوق على كل المطاعم التانية ، ليه بعض المشاريع ممكن تفشل في حين أن عندها منتج جيد ... الفكرة كلها في ذكاء استخدام الموارد المتاحة والحرفية في التعامل على أدوات التسويق .. كمان في نقطة بتفرق جدا وهي الشغف.. لو انت بتعمل الشغل بشغف وحب وعندك هدف .. الموضوع ده بيفرق كتير .
خدعة "باتلر" بعد الكشف عنها عملت صدى كبير جدا ، خاصة وإن المدون البريطاني قدر يخلي مطعم وهمي يتفوق على أكتر من 18 ألف مطعم حقيقي ، من خلال دراسته واستخدامه لاستراتيجيات التسويق الالكتروني بالطريقة المناسبة لمشروعه الوهمي وبالشكل اللي قدر يساعده يبقى رقم 1 ، وده إلي يخلينا نفكر لو المشروع ده كان حقيقي ، كان ممكن نجاحه يوصل لفين ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق