اجتمعت الحيوانات في مؤتمرٍ خطيرٍ ، فقد حل بهم الخوف بسبب أسد متكبر يدعي أنه ملك الحيوانات .... في كل يوم ينطلق ليفترس حيوانًا ويأكله .
صارت كل الحيوانات في حالة ارتباك شديد. لقد فقد الكل سلامه ، وترقب كل واحد منهم مصيره المحتوم.قام ابن آوي (من فصيلة الثعالب) وقال لهم:
"لماذا نعيش في حالة رعبٍ دائمٍ ؟ ... لنذهب إلى الأسد ونقيم معه ميثاقا . نلقي نحن قرعة ، ومن تأتي عليه القرعة نقدمه له فيأكله".
وافق الكل على ذلك، وذهبوا إلى الأسد وسألوه ذلك فوافق .
ألقوا القرعة في اليوم الأول فجاءت على ابن آوي .
ذهب بعض الحيوانات إلى ابن أوي ليقدموه طعاما للاسد ، لكن ابن آوي قال لهم: "دعوني أذهب بمفردي فأنا أعرف كيف أتعامل مع هذا الأسد المتكبر".
وافقت الحيوانات على ذلك، واختفى ابن آوي حتى الظهيرة ، ثم ذهب إلى الأسد فوجده ثائرًا جدًا وجائعًا .
- لماذا تأخرت، أما تعلم إني ملك كل الحيوانات؟ أتتركني جائعًا ؟
- لا يا سيدي الملك، فإن الأمر أخطر من ذلك بكثير.
- ماذا تعني؟
- كنت قادمًا إليك في الصباح المبكر، وفي طريقي وجدت ذئبًا سمينًا يصلح أن يكون لك وجبة شهية.
- هل رفض أن يأتي معك؟
- لا يا جلالة الملك، لقد جاء معي، لكن حدث في الطريق ما لم أتوقعه.
- ماذا حدث؟
- قابلنا أسد أخر، فسألنا إلى أين ذاهبين؟ قلت له إني أقدم هذه الوجبة الشهية لملك الحيوانات ، سيدي الأسد ... في غضب ثار جدًا وقال: هل يوجد ملك آخر في المنطقة غيري؟ قلت له: تعال وانظر. فرفض أن يأتي معي وهجم على الذئب وافترسه ، وهو يقول: لن يوجد ملك آخر غيري.
- ماذا تقول؟
- إنه لا يقبل جلالتك ملكًا، يظن أنه هو ملك البرية كلها.
- أين هو؟
- تعال يا سيدي وانظر. فإننا لن نقبل ملكًا غيرك.
نسي الأسد جوعه وثار ثورة عارمة، وقال لابن آوي: "أرني أين هو؟" وانطلق وراء ابن آوي حتى أتى به إلى بئر قديم به قليل من الماء. عند البئر قال له: "أنظر. ها هو في عرينه يظن نفسه الملك الوحيد في البرية".
رفع الأسد قدميه الأماميتين وبغضب شديد تطلع في البئر فرأى صورته منعكسة على الماء وبسبب غضبه ظن أنه أسد آخر يكمن في البئر ... صار يزأر ويهدد ، فرأى في صورته أسدًا يزأر ويهدد .
قفز الأسد في البئر ليقتل الأسد الآخر ، فإذا به حبيس البئر لا يقدر أن يصعد منه. عندئذ نادى ابن آوي الحيوانات وقال لهم: " تعالوا انظروا ماذا فعل الكبرياء والغضب بملك الحيوانات "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق